شجب الرئيس أمين الجميّل الاعتداءات المتكررة على المعالم المسيحية في سوريا وكان آخرها الاعتداء على الكنيستين في الرقة، واعتبرها رسائل تنمّ عن انعدام المسؤولية وعن جهل لتاريخ المشرق وحقيقة العلاقات بين المسيحية والاسلام. ودعا الثورة السورية الى لفظ كل جسم لا يحترم حرية المعتقد، ولا يقيم للحوار بين الحضارات والاديان أي وزن، كما ناشد الدول العربية الى اتخاذ موقف حاسم من هذه الاعمال التي تخدم مصالح مشبوهة.
مواقف رئيس الكتائب جاءت بعد سلسلة اتصالات أجراها بالمراجع المعنية في المنطقة بغرض وقف هذا المسلسل الخبيث الذي يستهدف المسيحيين في سوريا والعراق ولبنان.
وكان الرئيس الجميّل قد استقبل في دارته في بكفيا رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام الذي دان الصمت العربي والاسلامي ازاء الاعتداءات التي تستهدف المسيحيين، شاجباً مخطط تهجيرهم من المنطقة. ودعا افرام الرئيس الجميّل الى المساهمة في كسر هذا الواقع، واتخاذ أي مبادرة من شأنها مدّ جسور الحوار والتوافق اللبناني بدءاً بتكثيف اللقاءات المسيحية على قاعدة التوافق.
كما ناقش الرئيس الجميّل التطورات الاقليمية مع سفير هنغاريا في بيروت لاسلو فارادي في ضوء ما آلت اليه الاجتماعات الدولية في الامم المتحدة بشأن الازمة في المنطقة. وتناول الاجتماع أوضاع النازحين السوريين والمعالجات القاصرة عن ايجاد حلول آمنة معيشياً واجتماعياً لهذا النزوح الذي تجاوز الامكانات اللبنانية.
ودعا الرئيس الجميّل الى متابعة حثيثة لاجتماع الدعم الذي حظي به لبنان في نيويورك، واعتبره خطوة أولى بحاجة ماسة الى تسييل مقرراته سريعاً خلال المؤتمر المقبل في جنيف بما يمدّ لبنان بالوسائل الكفيلة لمواجهة أزمة النزوح.
وتحدث سفير هنغاريا بعد اللقاء وقال:" تناول الإجتماع العلاقات الثنائية والتحضير للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الجميّل لبودابست ولقائه رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور اوربان، علما ان الرئيس الجميّل ورئيس وزراء هنغاريا يشاركان بصفتهما نائبي الرئيس في مؤتمر اتحاد احزاب الوسط الديموقراطي في العالم الذي يعنعقد في بودابست.
وتابع السفير فارادي: لقد نقلت الى الرئيس الجميّل موقف بلادي الثابت والداعم للإستقرار في لبنان ونأمل ان يبقى لبنان بمنأى عن تداعيات الأزمة السورية وان يوفق في تحصين الداخل من خلال تأليف حكومة وفاق وطني، ولكن هذه مسألة داخلية تعود لإصدقائنا اللبنانيين. وأؤكد على سياسة بلادي التي ترى في المسيحيين ركنا مكونا لتاريخ وحضارة هذه المنطقة. والحضور والدور المسيحي مسألة اساسية لدى حكومة بلادي.