اتفاق تشكيل الحكومةاللبنانية ينعش الآمال في الدولة الهشة
Tue Feb 18, 2014 9:42pm GMT
بكفيا (لبنان) (رويترز) - قبل نحو أسبوع كان لبنان بلا حكومة ويواجه احتمال الدخول في أزمة أشد في مايو ايار عندما تنتهي ولاية الرئيس ميشال سليمان دون الاتفاق على من يخلفه.
ولكن في غضون أيام عاد بصيص من الأمل إلى العملية السياسية في بلد سقط في أزمة جراء الحرب في سوريا. وأصبحت للبنان حكومة بعد أن ظل قرابة عام دون حكومة الأمر الذي أنعش الآمال في الاتفاق على رئيس جديد.
وعزا أمين الجميل الذي تولى رئاسة لبنان لستة أعوام خلال الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 تحقيق هذه الانفراجة إلى مخاوف من أن الدولة ربما باتت على شفا الانهيار الكامل وإلى "تفاهمات اقليمية" وهو ما يقصد به الضوء الأخضر من دول لها نفوذ في لبنان خاصة السعودية وإيران.
وقال الجميل في مقابلة أجريت معه في منزل اسلافه الذي يعود إلى القرن السادس عشر في بلدة بكفيا المسيحية الواقعة في جبال شمال شرقي بيروت "بعد تشكيل الحكومة هذه بالشكل الذي تشكلت به هناك نسبة أكبر من التفاؤل."
وقال الجميل رئيس حزب الكتائب المسيحي الذي يشارك بثلاثة وزراء في الحكومة الجديدة "نحن نعرف أن هذا التفاهم دقيق وهش ولذلك نعمل بجهد من أجل تحسين هذا الحد الأدنى الذي تحقق وبالتالي تطويره نحو شيء مستقر اكثر ومستديم اكثر." وأضاف "انتخاب رئيس الجمهورية هو عنصر أساسي."
وبعد جمود استمر 11 شهرا تمكن رئيس الوزراء تمام سلام في النهاية من تشكيل حكومته يوم السبت وضم إليها ساسة من شتى أنحاء الطيف السياسي الذي قسمته الحرب السورية وصراعات أخرى سبقته.
وتشارك في حكومته جماعة حزب الله المتحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وايضا تيار المستقبل بزعامة السياسي السني سعد الحريري وهو حليف للسعودية إحدى الرعاة الرئيسيين للمعارضة السورية.
واجتمعت الحكومة للمرة الاولى يوم الثلاثاء.
ويتعين على البرلمان اللبناني انتخاب رئيس جديد بحلول نهاية مايو ايار ويتطلب التصويت حضور ثلثي الاعضاء. لكن البرلمان سقط أيضا فريسة للأزمة السياسية حيث لم ينعقد منذ مايو ايار الماضي عندما مدد أجله بعد الاخفاق في الاتفاق على قانون جديد للانتخابات.
وقال الجميل وهو عضو في تحالف 14 آذار الذي يقوده الحريري إن الانتخابات الرئاسية ستساعد في إحياء مؤسسات الدولة التي أصابها الشلل.
وقال "لا انتخابات رئاسية في لبنان اذا لم يتحقق الحد الأدنى من التوافق.. المهمة صعبة وانما ليست مستحيلة."
وسئل عما اذا كان يفضل مرشحا معيّناً للمنصب المحجوز للطائفة المسيحية المارونية طبقا لنظام تقاسم السلطة على اساس طائفي في لبنان فقال إن من السابق لأوانه مناقشة اسماء.
وتواجه الحكومة الجديدة تحديات منها التدفق الكبير للاجئين السوريين والتهديدات الأمنية التي يشكلها المتشددون السنة المتعاطفون مع المعارضة المناهضة للأسد والمسؤولون عن موجة من التفجيرات شهدتها معاقل حزب الله في الآونة الأخيرة.
وتقول مصادر سياسية إن الحكومة الجديدة ما كانت لتتشكل لولا موافقة كل من إيران والسعودية اللتين يذكي التنافس بينهما صراعات في الشرق الأوسط في دول منها سوريا والعراق ولبنان.
وتقول المصادر إن هذا يشير إلى أن الدولتين قررتا حماية لبنان من أي تداعيات إضافية للصراع السوري.
وقال الجميل إن إيران شرعت على ما يبدو في تحسين العلاقات مع السعودية التي ربما تكون مستعدة بدورها لتطبيع العلاقات مع طهران انتظارا لايجاد حل لنزاعاتهما الاقليمية.
وانتقد الجميل بشدة جماعة حزب الله لمشاركتها في القتال إلى جانب قوات الأسد قائلا إن هذا جر على لبنان تداعيات عنيفة تمثلت في هجمات المتشددين. لكنه أثنى أيضا على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لقوله إن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن مواجهة التحديات الامنية الداخلية.
وتمكنت قوات الامن الاسبوع الماضي من القبض على رجل وصفته بانه على صلة بالقاعدة وبأنه العقل المدبر لسلسلة تفجيرات شهدها لبنان في الآونة الأخيرة. وقال الجميل إن الفضل في ذلك يعود إلى اتحاد اللبنانيين على هدف التصدي لمثل هذا التشدد.
وتعهد الحريري الاسبوع الماضي بالتصدي للمتطرفين السنة فيما وصفه الجميل بأنه خطاب شجاع.
وقال الجميل في إشارة إلى الانفراجة السياسية وانجازات قوات الامن "كل هذا يجعلني أكثر تفاؤلا بأن لبنان سيتمكن من تجاوز هذه المحنة وأنه سيتمكن القادة اللبنانيون من أن يصلوا إلى هذا التوافق المنشود وان كان بالحد الأدنى وبالتالي نكون قد حفظنا لبنان على الأقل."
من توم بيري
إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح