برنامج كلام رئيس – LBCI
الثلاثاء في 20 أيار 2014
أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل ان ما يهمه ليس من سيُنتخب بل ان تحصل الانتخابات الرئاسية، موضحاً انه ليس مرشحاً حتى الساعة، لكنّه لن يتهرب من المسؤولية إذا حصل على تأييد واسع من النواب.
وقال: "كل همي منصبّ على حصول الانتخابات في موعدها الدستوري، فلبنان واللبنانيون بحاجة لحصول هذا الاستحقاق نظراً لموقع رئيس الجمهورية ورمزيته على المستوى الوطني، كما أن المسيحيين لا بدّ خاسرون في حال شغور المنصب الذي يرمز الى الوحدة الوطنية في البلاد".
الرئيس الجميّل وفي حديث لبرنامج "كلام رئيس" عبر LBCI، قال: "من الخطأ تفويت هذه الفرصة، وعلى النواب النزول الى البرلمان والتصويت لان عدم التصويت هو إخلال بوكالة الشعب. فالانتخاب واجب وليس حقاً، وعلى النواب ان يكونوا احراراً في خيارهم". واكد انه سيبقى عاملاً على كل الخطوط لاتمام الاستحقاق في موعده. وقال: "على النواب الحضور الخميس الى المجلس والانتخاب في الدورة الاولى، واذا لم يفز اي مرشح، أدعو الى رفع الجلسة لعشر دقائق ثن انعقاد دورة ثانية وثالثة الى حين انتخاب رئيس". وطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بانتهاز كل الوقت المتبقي والدعوة الى جلسات لغاية ليل السبت 25 ايار، آملاً من الرئيس بري ان يعلن حالة طوارئ لانتخاب رئيس للبلاد. وحذر من انقضاء المهلة الدستورية دون انتخاب رئيس، وما يمكن أن تشهده مرحلة الشغور من اجتهادات دستورية وقانونية تجعل من الدستور مجرد وجهة نظر".
واعلن انه عندما يتعلق الامر بمصلحة البلد لا تهتم الكتائب بالمصالح الشخصية، املاً ان تُثمر كل التضحيات أمناً وسلاماً على لبنان.
وتحدث الرئيس الجميّل عن لقاءات عقدها النائب سامي الجميّل في باريس، وبينها لقاء أساسي مع الرئيس سعد الحريري وقال: "ان المعطيات اظهرت مؤخرا ان هناك كلاماً متقدماً مع العماد ميشال عون وان هناك تصوّراً مشتركاً، ونحن تفاجأنا بالامر، وكنا فضلنا ان نكون في الصورة منذ البداية. فقوى 14 اذار تحمّلت اثماناً كبيرة. وقال: "يجب ان نلتقي كلّنا حول مصلحة البلد، وليس المهم ان يطرح المرشح نفسه انه توافقي بل ان يتصرف كأنه توافقي".
واوضح انه التقى برئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في خلال جولته ولا يزال التواصل قائماً.
وتابع: "نحن منفتحون لان ما نريده هو اتمام الاستحقاق، ولا نضع فيتواً على أحد او نقصي احداً". ودعا النواب الى النزول الى الجلسة وانتخاب الرئيس إذ لا يجوز تجاوز المهل دون انتخاب رئيس للجمهورية.
واذ اشار الى ان تكتلات عدة ضمن فريق 14 اذار تفكّر بشكل مختلف في موضوع الاستحقاق الرئاسي، قال: "انا رجل واقعي ولم اتنازل لاحد، واعتبرت ان في هذه المرحلة يجب ان تكون مصلحة البلاد فوق أي اعتبار أو حساب شخصي". واكد ان قوى 14 اذار تعقد اجتماعات اسبوعية بعيدا عن الاضواء لتقويم المرحلة وتطوراتها، موضحاً ان هذا الفريق لا يملك النصف زائداً واحداً، وإلا لكانت انتهت المعركة. وقال: "لكي تدخل الى الجلسة انت بحاجة الى مفتاحين: اولاً نصاب الثلثين، وثانياً النصف زائداً واحداً، والامران غير متوفرين، وإذا وفقنا الله من خلال المبادرة التي أجريها الى الدفع بمرشح يعبّر عن مشاعرنا والمبادئ التي نناضل من اجلها، نكون امام فرصة لانتخاب رئيس يُنقذ لبنان".
وطالب الرئيس الجميّل بحصول تفاهم في الموضوع الرئاسي، معتبراً ان على 14 آذار ان تتحلى بمرونة معيّنة، وكذلك 8 اذار، موضحاً أنه "في اجتماعات 14 اذار لو وجدنا مخرجا للحصول على النصف زائداً واحداً لكنا تجاوزنا ترشيح الدكتور جعجع، كما ان كتلة النائب وليد جنبلاط لا يمكنها تأمين النصف زائداً واحداً لانتخاب رئيس، وهناك مفتاح اخر هو النصاب انطلاقاً من وجود فريق لديه ما يكفي من النواب لتعطيل النصاب، خاصة وأن بعض أفرقاء 8 اذار يخافون من الشيطان الذي يسكن في الصناديق، على حد قولهم. وحتى الساعة لا يمكن لاي مرشح ان يحصل على النصف زائداً واحداً إلا اذا تغيّرت المعادلات، ومن لا يحضر الجلسات فليتحمّل المسؤولية تجاه التاريخ واللبنانيين".
وجدد التأكيد ان مرشح 14 اذار هو سمير جعجع، لافتاً الى ان نواب الكتائب صوتوا حسب تعليمات المكتب السياسي وقال: "نحن صادقون واعطينا كلمتنا ونلتزم بهذه الكلمة حتى النهاية. أما إذا فاز العماد عون فسنهنئه واذا رأينا لاحقاً ان مسيرته ضد مبادئنا فسنعارضه".
وعن تعديل الدستور، اكد الجميّل رفضه اي تعديل، وقال: "في العام 2008 لم يكن لدى الكتائب نواب في البرلمان وانا تغيّبت عن حضور الجلسة بصفتي رئيس سابق للجمهورية، رغم دعوة الرئيس بري، لاني ارفض ان اكون شاهد زور، فأنا ضد تعديل الدستور".
ورأى انه اذا نزل النواب الى الجلسة وقاموا بواجبهم قد نشهد تطوراً ايجابياً في موضوع انتخاب الرئيس، مجدداً مناشدته جميع النواب للقيام بواجبهم الدستوري، وعندها نهنىء الفائز كائناً من كان.
ورداً على سؤال حول زيارة الرئيس العتيد سوريا، قال: "على الرئيس المنتخب ان يكون واقعياً، فهناك قضايا ادارية وتنظيمية عالقة بين لبنان وسوريا، اضافة الى موضوع اللاجئين السوريين. فكيف سنعيدهم الى بلدهم اذا انقطع التواصل بين البلدين؟" مذكراً انه رفع شعار الحياد بوجه الصراع الحاصل في سوريا الذي تحوّل الى حرب أهليّة، وقال: "يجب على رئاسة الجمهورية اللبنانية الا تقحم نفسها بهذا الصراع، وبالتالي الامتناع عن زيارة سوريا، في الوضع الراهن".
كما دعا الرئيس الجديد الى التمسك باتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 والقرار 1701، والى التقيّد بقرار مجلس الامن تحت الفصل السابع المتعلق بالمحكمة الدولية.
ودافع الرئيس الجميّل عن موقع رئاسة الجمهورية اياً كانت صلاحياته، فهو موقع مهم ولديه رمزية، فالرئيس يترأس الجلسات المهمة لمجلس الوزراء وبإمكانه رد القوانين لدراستها مرة ثانية، وهو الموقع المسيحي الوحيد في الشرق كله، والمسلمون يعترفون بأن هذا الامر يشكّل غنى للمسلمين والعرب ويجب المحافظة عليه.
وشدد رئيس حزب الكتائب على ان لبنان وطن الرسالة ولا يمكن ان يلعب دوره من دون رئيس جمهورية قوي، مؤكداً ان على الرئيس ان يكون لديه قاعدة شعبية تمكّنه من ان يكون لديه تأثير على الساحة الوطنية، وان يكون قادراً على تمثيل لبنان في المحافل الدولية. واعلن الرئيس الجميّل انه يقدّر الرئيس ميشال سليمان فهو قدّم خدمات كبيرة للوطن وأدى واجبه وسيغادر الرئاسة ورأسه مرفوع.
كما اكد الرئيس الجميّل انه سيكون بتصرّف الرئيس المنتخب الذي يجب ان يكون همزة وصل وان يصالح الناس مع بعضها البعض ومع دولتهم. وأسف لاجراء الانتخابات في فرنسا ومصر وسوريا والعراق، واستمرار المرواحة في لبنان الذي كان سباقاً في الممارسة الديمقراطية، معتبراً ان هذه رسالة للخروج من العقم والتصرّف بمسؤولية وانتخاب رئيس، ومحمّلاً القادة اللبنانيين والاحزاب والنواب ككل مسؤولية عدم حصول الانتخابات. وقال "في المانيا يدفع النائب عقوبة مالية لعدم حضور الجلسات".
وحذّر من ان مقاطعة الجلسات هو خطأ، موضحاً ان الدستور وضع لحماية المسار الدستوري ولصالح المؤسسات وليس لتعطيلها، والاخلاقيات الدستورية تفرض علينا حسن تسيير المؤسسات.
ورداً على سؤال حول المطالبة بعقد مؤتمر تأسيسي، اعرب الرئيس الجميّل عن خشيته من ان البعض يحضّرون منذ فترة طويلة لعقد مؤتمر تأسيسي، وقال: "نحن همنا الاساسي ان نحترم الدستور وننفذ كل موجباته، وثورة الكتائب هي للاصلاح، ونريد تطوير النظام من ضمن احترام أسسه، وليس ان نخلق فراغاً، ونحن طرحنا الحياد واللامركزية والدولة المدنية ومجموعة مبادئ تعزز الوطن والمؤسسات وتصالح المواطن مع وطنه."
واكد انه في حال حصول فراغ، فعلى المؤسسات الدستورية والوطنية ان تحقق مصالح الناس وتسيّر المرافق العامة على أساس تصريف الاعمال الملحة، لكن في الوقت نفسه يجب الا نعطي انطباعاً ان كل شيء على ما يرام ويمكن الاستغناء عن رئاسة الجمهورية. وتابع: "سنشارك في الامور الملحة التي يجب ان تتأمن، لكن لا يمكن ان تستمر الامور كأن شيئاً لم يكن إذا لم يتم انتخاب رئيس، وسننبه باستمرار الى انه لا يمكن الاستغناء عن الرئاسة".
ورداً على سؤال حول حزب الله، قال الرئيس الجميّل: "قيادة حزب الله لبنانية، كما ان النواب منتخبون ديمقراطياً، والوزراء نالوا ثقة المجلس النيابي، ونحن نتعاطى مع الحزب على هذا الاساس. امّا في موضوع المقاومة فنحن دفعنا الاف الشهداء في سبيل المقاومة. المشكلة مع حزب الله هي في بعض الممارسات التي تؤدي الى هوة كبيرة وانقسامات حادة على المستوى الشعبي، وبينها مسألة السلاح، والتدخل العسكري في سوريا". وإذ اكد ان الحوار مع حزب الله موجود، اشار الى انه حتى الساعة هو حوار "طرشان"، وقال: "يجب ان يكون هناك جرأة لدى حزب الله لمواجهة هذه الحقيقة وان يعترف ان هناك شريحة من اللبنانيين تعتبر ان تصرفاته تضر بالبلد".
كما اعتبر ان المخرج الوحيد للبنان هو بأن نتحمّل مسؤولياتنا وان ننتخب من هو الامثل والاصلح. وختم: "يهمني ان يكون هناك عهد محبة بين الرئيس الجديد والشعب حتى يتفهّم هذا الرئيس حاجات وتطلعات الشعب اللبناني وان يحقق احلامه، كما ان على الشعب ان يطمئن بأن هذا الرئيس سيؤمّن السيادة الوطنية، والمستقبل الافضل للبنان".