اكد الرئيس امين الجميّل ان صمود حزب الكتائب على مدى 77 عاماً ليس من باب الصدفة، بل لانه كسب ثقة الناس. ورداً على سؤال حول اختلاف وجهات النظر داخل الحزب، اشار الى "ان لدى الشباب تطلعات تختلف عن تطلعاتنا، لكن نحن قدمنا قسطنا للعلى واحضّر الجو لكي يستلم الشباب الحزب، لكن بالتأكيد لا يوجد جناحين في حزب الكتائب."
الرئيس الجميّل ذكّر عبر الجديد في خلال برنامج "سيد القصر"، انه لدى اعلان البيان الوزاري للحكومة الحالية حصل نزاع وانقسام داخل المكتب السياسي حول المشاركة في الحكومة او الاستقالة فجرى التصويت وبعد اتخاذ القرار قال النائب سامي الجميّل انه غير موافق عليه لكنه سيلتزم بقرار المكتب السياسي وقام بمنح الثقة للحكومة بناء على هذا القرار. ولفت الى ان النائب سامي الجميّل شخص جريء ويعمل على تطوير نفسه ويقرأ ويطّلع على الامور ويتتبع كل الحداثة ومشاكل المجتمع المعاصر ولديه طموح بأن يخدم وطنه وهو متشبّع من القضية الوطنية ويمثّل جيلا كبيرا من اللبنانيين، وهذا هو الجيل الذي نعول عليه في المستقبل والذي سيستمر".
وعن النائب نديم الجميّل، قال: "نديم إبن هذا البيت والمؤسسة، ومن الشباب الذين لديهم طروحات وطموحات تصب كلها في مصلحة الحزب وتطوره".
وعن رئاسة الجمهورية، اعتبر ان البعض يأخذ الرئاسة كمشروع سلطة ووجاهة او امتيازات اما حزب الكتائب فيعتبر انها خدمة وطنية وتضحية وشهادة، مشيراً الى ان هاجسه كان ان تتم الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية إلا ان ذلك لم يحصل، وكل يوم يمر هو خسارة للوطن ونقض للعهد الميثاقي.
وطالب الرئيس الجميّل بتطبيق الدستور اي التوجّه الى مجلس النواب وتأمين النصاب والتصويت بالثلثين او النصف زائد واحد، مشدداً على ان هدف الدستور هو حماية النظام لكن البعض يستخدم بنوده لتعطيله، مضيفاً "نحن نعتبر ان القوانين والدساتير هي لحماية نفسها والحياة الوطنية، وعندما تُستخدم لتعطيل النصاب فهذا امر خطير، وما يهمنا هو احترام المواثيق والدستور وتقاليدنا الوطنية".
ولفت الى ان المبادرة المتواضعة التي بدأها تحمل همّ الوطن ومصلحة المواطن والاستقرار وتطبيق الدستور، معتبراً ان كل انسان مخلص وصادق يجب ان يكون همه في هذه المرحلة انتظام الدستور. ودعا الرئيس الجميّل العماد ميشال عون الى التعاون لاجراء الانتخابات الرئاسية، وقال: "كان هناك 3 مرشحين معلنين هم هنري حلو وسمير جعجع وميشال عون، واذا لم يحصل احد هؤلاء على النصف زائد واحد فعليهم استخلاص العبر، لكن ما يحصل اليوم هو عناد سياسي.
وتابع: "جعجع رجل واقعي وبعد الدورة الخامسة رأى انه لم يحصل على النصف زائد واحد وهو يقول هذا الامر باستمرار، كما ان 14 اذار على تواصل مستمر ونحن ايضاً نفتش عن حل، لكن المفتاح المفقود هو ان هناك فريقا متشبصا بترشيحه ويعطّل النصاب".
وجدد الرئيس الجميّل التأكيد انه لم يعلن ترشيحه حتى اليوم، متمنياً ان يتم انتخاب رئيس اياً كان هذا الرئيس.
ورداً على سؤال حول العلاقة مع تيار المستقبل، قال ان عمر هذه العلاقة 10 سنوات، حصلت في خلالها خلافات كبيرة تبيّن في النهاية انها هامشية وتجاوزناها والعلاقة ممتازة حالياً.
اما عن العلاقة مع حزب الله فقال: "حزب الله حزب لبناني ولا احد ينكر فضله عام 2000 بتحرير الجنوب، لكن هناك خلاف كبير بيننا حول استمرارية السلاح بهذا الشكل فهو يخلق سيادة ذاتية على حساب السيادة اللبنانية، ونحن نطالب بالحياد فيما هو يقحم نفسه بالحرب السورية".
واكد الرئيس الجميّل انه فخور بعهده، ففي خلاله شكّل الرئيس رشيد كرامي اول حكومة وحدة وطنية وتم تحقيق انجازات كبيرة رغم ان هذا العهد كان مليئاً بالصعوبات، ومن الانجازات إعادة تأسيس الجامعة اللبنانية.
وعن بيت المستقبل، وصف الرئيس الجميّل هذا البيت بأنه كان منارة فكرية وثقافية وفخرا للبنان وهو هوية امين الجميّل، لافتاً الى ان هذا البيت كان منفتحا على الجميع وملتقى لكل المثقفين اللبنانيين ومن العالم العربي وكانت تلتقي فيه مجموعة من القيادات خلال الهدنة. ورأى ان بيت المستقبل كان ضحية من ضحايا الحرب، معلناً اننا اليوم نستعيد النشاط ونجمع كل الطاقات التي شاركت في تأسيس هذا المركز والورشة قائمة لاعادة ترميمه وتنشيطه.
كما اشار الى ان حزب الكتائب دخل مؤخراً كعضو في الـIDC والرئيس الجميّل هو احد نواب الرئيس، وقال: "عقدنا مؤتمراً في لبنان منذ سنتين طرحت في خلاله وثيقة وهي الشرعة الاطار للثورات العربية حول التعددية وحقوق الجماعات، ونأمل ان نطرح هذه الوثيقة من جديد لانها يمكن ان تكون منطلقا للبلدان العربية وان تساعد على بلورة نمط جديد من العمل السياسي في بلدان كانت بعيدة عن الحرية والديمقراطية".
وعن الوزير الشهيد بيار الجميّل، قال الرئيس الجميّل: بيار كان شخصية فريدة من نوعها، ومن عمر 20 عاماً بدأ يصرّ على العودة الى لبنان، ولدى عودته قام بثورة في الحزب وبسحر ساحر جمع الشباب والقواعد الكتائبية وكانوا يعملون في السر ونجح في خلق الحالة الكتائبية التي ساعدت على عودتي من فرنسا. وبيار كان شريكي اكثر من ابني في الجهد الذي كنا نقوم به لاعادة احياء الحزب".
واكد الرئيس الجميّل متابعة ملف اغتياله حتى النهاية، وقال: "نريد معرفة من اغتال بيار وكل شهداء الحزب والقضية الوطنية".