عين التينة، 07 آب 2014
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أمس، الرئيس الجميّل، وعرض معه التطورات. بعد اللقاء قال الرئيس أمين الجميّل: اننا نمرّ في أخطر المراحل منذ العام ١٩٤٣، مشيرا الى ان الأهم دعم الجيش، معتبرا ان حماية الحدود من الاعتداءات الخارجية مسؤولية دولية، آسفاً لعدم انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الظرف الخطير جداً. وقال الجميّل اللقاء مع دولة الرئيس بري، شيق وبناء دائما، وكانت مناسبة لنطلع منه على آخر التطورات لأنه يلعب دورا محوريا في هذا الظرف الذي تمر به البلاد، أكان على صعيد الاستحقاقات أم على الصعيد السياسي العام والأمني، ولا بد من التنسيق معه. وأضاف: لا شك ان الهم الاول اليوم منصب على دعم الجيش والوقوف صفا واحدا بجانبه بمعزل عن أي اعتبار آخر، ولا وقت للحسابات السياسية الداخلية، الاهم اليوم هو أن ينتصر الجيش في المهمة التي يقوم بها لأنها مهمة لها علاقة اولا بالحفاظ على سيادة البلد، ونحن نعلم ان هناك حدودا بين لبنان وسوريا منتهكة في منطقة عرسال، ولها انعكاس على وحدة البلد وعلى الامن والاستقرار. من هنا، فإن الاولوية هي لدعم الجيش لكي يستطيع ان يقوم بمهمته الصعبة في عرسال. وإنني متخوف من أن تكون هذه المهمة طويلة نسبيا، والمعلومات تدل على أنها يمكن ان تأخذ بعض الوقت، ولكن موقفنا صلب الى جانب الجيش، وليس هناك أي زعزعة في الوحدة الوطنية والتضامن حول الجيش. وتابع الجميّل: المساعدة السعودية اولا بثلاثة مليارات دولار، ثم المكرمة الاخيرة بمليار دولار، من شأنها أن تدعم الجيش أكثر فأكثر. ومشكور خادم الحرمين الشريفين على هذه المبادرة، وخصوصا انه كان دائما الى جانب لبنان من دون أي مقابل. نحن نقدر المملكة ونشكرها على هذه المبادرة التي من شأنها ان تعزز قدرات الجيش وتسهل مهمته في هذه المعركة القاسية التي يخوضها ضد التكفيريين والعصابات المتطرفة. ونعرف تماما أن الساحة اللبنانية أصبحت امتدادا لما يحصل في سوريا والعراق، وهذا خطر على مستقبل لبنان وكيانه وحدوده. من هنا ضرورة تضافر كل الجهود والقوى لكي يتضامن المجتمع الدولي مع لبنان لمواجهة هذا الاستحقاق، لأنه إذا ما تفاقمت الامور في لبنان، فستؤثر على المنطقة كلها ولن يسلم أحد، وسيتفشى هذا المرض في ربوعنا اللبنانية.
قال الرئيس بري ان الوحدة الوطنية هي الكلمة الذهبية، ما هي الخطوات لتحصين الساحة اللبنانية والسبيل لملء الشغور الرئاسي؟
- بحثنا في هذا الكلام مع دولة الرئيس بري، وهناك مؤشرات ايجابية، فنحن نشعر أكثر فأكثر بالتضامن بين كل القوى السياسية، وان لم يكن هناك لقاء مباشر بين هذه القوى، فهناك على الاقل قواسم مشتركة وتوافق بين الجميع من اجل الوقوف صفا واحدا في مؤازرة الجيش ودعمه في المهمة التي يقوم بها، وهذا أمر إيجابي للغاية نستطيع أن نبني عليه وننطلق من هذه الاحداث لكي نعزز أكثر هذه الوحدة والقواسم المشتركة لتؤدي الى توافق حول العديد من القضايا، ومنها موضوع الانتخابات الرئاسية، ولا يوجد اي مبرر لتأخير هذه الانتخابات على الاطلاق، وان هذه الظروف التي تمر بها البلاد والمخاطر والتهديدات المباشرة التي نواجهها يجب ان تحثنا أكثر على انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وهذا ينطلق من انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت، لأنه رمز البلد، وهو الذي يوحدها، وهو المحاور الشرعي لكي يدافع عن سيادة لبنان واستقراره وسلامه، أكان في المنطقة أم لدى المجتمع الدولي.
قيل ان لديكم في 14 آذار خطة ب.؟
- لا يوجد اي خطة ب او خطة ث، هذه كلها شعارات تجاوزناها. الآن المهم هو الشعور بالمسؤولية الذي يجب ان يترجم على الارض، والمفروض من بعض القيادات والقوى التي تقف حجر عثرة امام هذا الاستحقاق ان تعي مسؤوليتها وتتفهم ان لبنان لا يمكن ان يواجه كل هذه التهديدات والمخاطر بهذا الفراغ الذي نعانيه. هناك مسؤولية تاريخية في هذا الشأن، لأنه لا سمح الله اذا ما فرط العقد لا نعرف كيف يمكن وصله. هناك في لبنان موزاييك دقيقة جدا، واذا ما فرطت فلا أعرف كيف يمكن اعادة تركيبها. من هنا فإن الوضع خطر للغاية، ونمر في أخطر المراحل منذ عام 1943، وعلينا أن نعي جميعا مسؤولياتنا.
الرئيس بري أكد ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، هل أنتم مع هذا التوجه في حال لم تجر الانتخابات الرئاسية؟
- نحن مع احترام كل الاستحقاقات الدستورية. لا مبرر لتجديد عقد هذا المجلس النيابي، والغرض أن تجرى الانتخابات في موعدها، ولدينا متسع من الوقت، واذا انتخبنا رئيس الجمهورية في أسرع وقت، وهذا ما نسعى له، تنظم الامور وينتخب رئيس جمهورية وينتخب مجلس النواب، وبالتالي نكون قد احترمنا الاستحقاقات الدستورية التي هي شرط ديمومة البلد. لا نستطيع ان نتكلم عن مصلحة لبنان وعن الاستقرار والسلام فيه اذا لم نحترم الاستحقاقات الدستورية.