استقبل الرئيس أمين الجميّل الموفد الفرنسي جان- فرنسوا جيرو وكانت مناسبة لمناقشة القضايا الراهنة في ضوء الجهود التي تقوم بها باريس في الداخل ومع بعض العواصم المؤثرة لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
بعد اللقاء قال الرئيس الجميّل:
تناول اللقاء مع الموفد الفرنسي والسفير الفرنسي استحقاق رئاسة الجمهورية في ضوء استفحال الازمة ووجوب تدارك تداعياتها من خلال الاسراع قي انتخاب رئيس قادر يجنّب البلاد خطر تشظيّ الميثاقية وانتظام عمل المؤسسات، بالاضافة الى التأثير السلبي على الوضع العام في الداخل، وعلى مصداقية لبنان في الخارج.
ودعوت باريس الى استنهاض المجتمع الدولي لمعالجة البعد الخارجي من الازمة، من دون اغفال المسؤولية الاساسية التي يتحملها اللبنانيون، نظراَ لتمسكنا بالصناعة اللبنانية لرئاسة الجمهورية.
واضاف الرئيس الجميّل: في محاولة للخروج من المراوحة، قدمت مبادرة استناداً الى اجماع القيادات على وجوب انتخاب رئيس قادر وقوي، وحرصت في أن تجمع المبادرة بين هوية الرئيس القادر من جهة، واحترام الاصول الديمقراطية والقواعد البرلمانية من جهة ثانية، وتقضي بترشيح الاقطاب الموارنة لرئاسة الجمهورية، والوقوف بجانب أحدهم، من دون اقفال الباب أمام المرشحين الآخرين احتراماً للعبة الديمقراطية كي تأخذ هذه اللعبة مجراها الطبيعي المألوف.
وعلى أهمية ووجوبية الاستحقاق الرئاسي، قال الرئيس الجميّل انه تجاوز في اللقاء مع الموفد الفرنسي الموضوع الرئاسي وطرح موضوع المخاطر الوجودية التي تتهدد لبنان وحدوده المشرّعة على كل التهديدات، من الجنوب ومزارع شبعا، الى البقاع وجرود عرسال، بفعل ربط لبنان بالمحاور الخارجية، وهذا من شأنه تعريض سيادة البلاد، بل وجوده الحر والمستقل للخطر الكبير.
ولفت الرئيس الجميّل ضيفه الى وجوب تحرك المجتمع الدولي لمعالجة هذه التهديدات للكيان وللجغرافيا اللبنانية ، وهذه مسؤولية أممية أكثر منها داخلية لتجاوزها قدرات لبنان. وطالب الرئيس الجميّل بلجنة تقصي دولية تعاين الوضع وترفع تقريرها الى مجلس الامن ليصار في ضوئه الى اتخاذ الموقف المناسب، درءاً لأي خطر كياني يهدد لبنان.
واعلن الرئيس الجميّل انه ناقش مع الموفد الفرنسي الوضع اللبناني الرازح تحت عبء اللاجئين السوريين والمعاناة التي يتقاسمها اللبنانيون والسوريون معاً جراء تعريض البنى التحتية على اختلافها الصحية والتربوية والخدماتية، بفعل الاعباء الثقيلة التي تفوق القدرات المعقولة للدولة اللبنانيّة، مطالباً بتحرك دولي على مرحلتين: الاولى مدّ لبنان بالمساعدات العاجلة لتمكينه من مواجهة ملف اللاجئين، والثانية وضع برنامج لتوزيع النازحين السوريين على الدول القادرة على استقبالهم.